ماذا يحدث للجسد المضرب عن الطعام؟

خالد جمعة


الإضراب عن الطعام، هو امتناع شخص كامل الأهلية عن تناول الطعام لمدة تزيد عن 72 ساعة، ويسمح له بشرب الماء مضاف إليه الملح أو الأملاح المعدنية.

 يستطيع المخ التأقلم مع الحرمان من الطعام باستخدام أجسام الكيتون كمصدر بديل للطاقة، وقد يحتمل الإنسان الحرمان لعدة أشهر، لكن بقاءه على قيد الحياة يعتمد على نسبة البروتين والدهون المخزنة في جسمه عند بداية الإضراب، ولكن يمكن أن يؤدي الإضراب عن الطعام إلى أضرار خطيرة بالجسم، قد تتسبب في تلف دائم في بعض الأجهزة، يعتمد هذا على مدة الإضراب.

خلال الأسبوع الأول يفقد الجسم بين نصف إلى كيلوجرام، وتقل الكمية من 200 إلى 4500 جرام يومياً بعد ذلك، وبعد ثلاثة أو أربعة أسابيع يبدأ الجسد بالشعور بالضعف والإجهاد.

 وتقسم الطبيبة مي ناصر وهي أخصائية تغذية وعلاج، التأثير الذي يظهر على جسد المضرب عن الطعام كالتالي:

ـ من اليوم الأول إلى الثالث أعراض خفيفة.

ـ بعد اليوم الثالث تختفي آلام الجوع وتظهر رائحة كريهة للفم مع صداع وإرهاق.

ـ ينخفض الجلوكوز في الدم، ويفرز الجسم الجلوكاجون ويقل إفراز الأنسولين.

ـ من اليوم الرابع حتى الثالث عشر شعور بضيق شديد دون خطورة على الحياة.

ـ يبدأ الجسم في إنتاج الجلوكوز من مصادر غير كربوهيدراتية مثل البروتين في العضلات.

ـ يكسر الجسم الأحماض الدهنية للحصول على الطاقة.

ـ يفقد الجسم الدهون والبروتين في العضلات ويفقد البوتاسيوم والفوسفات والمغنيسيوم.

أما الأيام من 14 إلى 34:

ـ الجوع الشديد، الدوار، الشعور بالهبوط، الإرهاق، وقلة التركيز.

ـ التثاقل، الشعور بالبرد، الضعف، فقدان الشعور بالعطش، نوبات من "الزغطة".

 ـ أعراض مرضية: حالات ترنح حادة في المشي وغياب القدرة على التحكم فى الحركة، ضمور العضلات، تباطؤ في خفقان القلب، الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم عند القيام بحركات مفاجئة.

ـ نقص في فيتامين ب1 ما يلحق ضرراً إضافيا بالعضلات، ويتسبب غالباً في القيء ومشاكل في الرؤية.

 بعد ذلك يدخل المضرب في حالة خطيرة من عدم القدرة على التحكم في حركة العين، وازدواج الرؤية والدوار الشديد، والقيء، والصعوبة الشديدة في ابتلاع الماء، ويفقد الجسم 18% أو أكثر من وزنه.

 أضف إلى ذلك كلما تقدم الوقت بالمضرب عن الطعام يشعر بالوهن المتزايد، ويتزايد التشويش الذهني وتصبح هناك مشكلات حادة في التركيز، ونعاس ونعاس، وقصور في التعاطي مع الواقع المحيط.

 كل هذا إذا كان الإضراب يسير وفقاً لما يخططه المضرب، أما إذا تدخلت عوامل أخرى فأن هناك تداعيات أكثر خطورة تحدث له، مثل فقدان السمع أو البصر أو كلاهما، ونزيف في اللثة والمريء وأجزاء من الجهاز الهضمي، وفشل بعض الأعضاء، وتباطؤ حاد في القلب، وتناوب التنفس السريع والبطئ، وخلل في معدلات البناء والهدم في الأنسجة، ويمكن للجسم أن يفقد 30% من وزنه مما يشكل خطورة على الحياة.

يمكن أن يؤدي الإضراب إلى الوفاة الناتجة عن فشل القلب والشرايين واضطرابات نبض البطينين، ويمكن أن تتراكم السموم في حالات نادرة مما ينتج عنه التهاب كامل الجسم أو تلوث الدم.



* اللوحة للفنان منذر جوابرة.

تم عمل هذا الموقع بواسطة